Sunday, May 12, 2013

الحلم المؤجل 1- كوروشيه

 
 
الاعمال اليدوية تستهوينى كثيراً وكنت اتمنى جدا في طفولتي ان اعمل كميكانيكي سيارات لاعجابي الشديد بأدوات تصليح السيارت ولكن سرعان ما القيت بهذا الحلم في صندوق المهملات بعد تصريحي الاول به  حيث جائني رد والدتي بأن هذه المهنة حكر على الرجال ومن العيب أن ....ووو الخ ، ولكن ولله الحمد كان هناك اشياء اخرى يدوية مثل الحياكة او ما يعرف بالتريكو والكوروشيه وقد تعلمت شئ من هذا وذاك في المدرسة الاعدادية ثم توقفت بعد ذلك والقيت بالحلم في صندوق الاحلام المؤجلة.
ولكن رغم مرور سنوات طويلة ظل طيفه يزورني من حين لآخر ليسحبنى معه لداخل صندوق الاحلام المؤجلة فأجدني مستعدة وفي كامل اناقتي متجهة إلى سيارتي الصغيرة احمل بيد حقيبتي وبيدي الاخرى ادوات الكوروشيه ومتجهة إلى ذلك المعهد الهادئ باحدى الاحياء السكنية الراقية لتعلم فنون الكوروشيه وانواعه  ودراسة الخيوط وخصائصها والابر المستخدمة الخ
أقود سيارتي بهدوء وسلام في جو صحو وغائم نسبياً (الاثنين مع بعض) حتى اصل إلى المعهد، وادلف إلى الداخل ومنظر القبة الزجاجية لبهو المعهد لم يفارق عيناي منذ تسجيلي بهذا المعهد فحب الاماكن الرحبة المشمسة يسري في دمي وقد تم توظيف هذا المبنى بشكل يداعب اعلي واجمل مستويات ومعايير الديكور الداخلي خاصتي اي التي احبها انا فلست خبيرة ديكور بأي حال من الاحوال.

في هذا البهو الجميل أول ما تقع عليه عيناك هو وجوه نساء اسيويات من الهند وافغانستان وبالطبع بعض الفتيات العربيات والايرانيات يتحلقن حول الطاولات القليلة المبعثرة هنا وهناك والتي تفصلها اواني اشجار الزينة الضخمة

تدور الاحاديث عادة عن اجمل التصميمات التي اطلعن عليها في المجالات الاجنبية المتخصصة في الكوروشيه او مدى تقدمهن في تنفيذ مشروع التخرج أو افضل واجود انواع الخيوط والتنزيلات الخ، واخوض غمار هذه المحادثات مع مجموعتي التي تدربنا فيها سوياً على هذا الفن حتي يأتي موعد الدرس
تتوالي الايام والدروس واجدني اتقن هذا العمل وانجزه بسرعة رهيبة فلم يعد يصعب علىّ تنفيذ اي تصميم تقع عليه عيناي وباتت علاقة اصابعي بالابرة والخيط اتوماتيكية  والامر كله اشبه بأدمان لذيذ لاينفك يهدأ مع انهائي لطقم من الحقائب اليدوية أو مفارش الطاولات والاسرة حتى يعاود اشتعاله من جديد مع فكرة مبتكرة لصنع غلاف لهاتف محمول او دمية تذكارية ....الخ

أصبحت اتفهم كثيرا رغبة الرسامين أو النحاتين في التمسك باللوحة الاولى أو المنحوتة الاولي التي ينتجونها حيث كان هذا شعوري مع أول قطعة كوروشيه متقنة انجزها ولكن مع توالي الانجازات وتزايد الخبرات اصبحت المسألة اكثر سهولة بالنسبة لي فأعمالي ومنتجاتي كانت لي بداية بالدرجة الاولى فقد كانت تشبع رغبتي في العمل اليدوي بشكل كبير إلى ان اصبحت منتجاتي اكثر من أن تغطي جميع طاولات المنزل وارضيته والاسرة واطقم الجلوس والجدران، ولله الحمد فقد حازت على اعجاب الكثيرين ايضاً فأصبحت ادفع بها كهدايا للاصداقاء والمقربين وغير المقربين
ثم اتخذت المسألة منحى مادي فقد اعددت موقعاً إلكترونيا صغيراً أسوة بزميلات المهنة لعرض أعمالي وامكانياتي وسرعة انجاز الطلبيات الخاصة الخ، وان كنت معجبة بأعمالي في مجال الكوريشيه فلا اخفيكم سرا فهو لا يزال امرا متواضعا وشعبيته نسائية في اغلبها والاقبال عليه محدود في عالمنا العربي وبالتالي ارباحه متواضعة.
 
ولكن يبقى الكورويشيه بالنسبة لي اكثر عمل يمنحني شعورا غامراً بالانجاز وتربطني خيوطه بسحرها حتي اني اجد اصابعي  احياناً اثناء تصفحي لصور فنون الكوروشيه تحيك لا اردياً قطعة كوروشيه خفية دون خيوط أو ابرة .
 
واترككم الان مع بعض الصور لأعمال الكوروشيه علها تسحركم انتم ايضاً



 


 

 

 

 

 
 

No comments:

Post a Comment